الفصل الأول: العهد القرمزي تحت سقف القصر

الفصل الأول: العهد القرمزي تحت سقف القصر

غطى ستار الليل الحالك قرية "الأوني"، ساكنًا وهادئًا، قبل أن يتمزق الصمت بهجوم مباغت. طائفة الساحرة، بوجوهها المشوهة بالحقد، انقضت على القرية التي كانت تحت سيطرتهم. كان هدفهم واضحًا: القضاء على آخر سلالة الأوني، التوأم ريم ورام.

في خضم الفوضى، وقفت رام كدرعٍ لحماية أختها الصغرى، ريم. تصدت بشجاعة لأتباع الساحرة، وقرنها الشيطاني يتوهج بقوة خافتة. لكن الخصم كان ماكرًا، وبضربة خاطفة غادرة، تمكن أحد أتباع الساحرة من كسر قرنها. انهار جسدها الصغير على الأرض، فاقدة للوعي.

هجوم طائفة الساحرة

عندما أوشك أتباع الساحرة على إنهاء حياة الأختين، انشق الظلام بوميض سحري عنيف، ضرب المعتدي وألقاه بعيدًا. من العدم، ظهر رجلان: فارس أشقر ذو ضفائر وردية يُدعى أستولفو، وساحر طويل غريب الأطوار يُدعى روزوال.

تحرك روزوال بسرعة، حمل الفتاتين بين ذراعيه وقال لأستولفو: "تولى أمرهم هنا، سآخذ الفتاتين إلى القصر".

بينما انطلق روزوال كالريح، بقي أستولفو ليصد بقية المهاجمين، وسيفه يرقص في الظلام، مانعًا أي محاولة للحاق بهم.


في قصر روزوال الفخم، استيقظت ريم لتجد نفسها في مكان غريب، بينما كانت أختها لا تزال مغمى عليها. انفجرت في بكاء صامت، خوفًا على حياة رام.

نظر روزوال إلى الفتاة الصغيرة الباكية، ثم إلى رام التي كانت تتنفس بصعوبة. تمتم لنفسه: "يجب أن أجد طريقة لإنقاذها".

"ابقي هنا يا فتاة،" قال لريم بصوت هادئ، "سأعتني بأختك."

حمل روزوال رام إلى غرفته، ووضعها برفق على ركبتيه. استدعى طاقة سحرية كثيفة وبدأ يملأ الفراغ حيث كان القرن المكسور. توهجت المادة السحرية بضوء أزرق دافئ، وبدأت رام تفتح عينيها ببطء.

"أين... أين أنا؟" همست بصوت ضعيف، "ريم... أين أختي؟"

ابتسم روزوال ابتسامة غامضة. "أختك بخير، وستأتي حالًا."

فتح الباب، فاندفعت ريم إلى الداخل وارتمت على أختها، تعانقها بقوة ودموعها تبلل ملابسها. "أنا... أنا آسفة! هذا كله خطئي! لو لم أكن موجودة..."

ربتت رام على رأسها بهدوء، وابتسامة مرهقة على وجهها. "لا عليكِ... أنا بخير."


عاد أستولفو إلى القصر مع بزوغ الفجر، وجسده مغطى بالجروح والكدمات. كان يبدو محبطًا.

"أنا آسف،" قال لروزوال وهو يلهث. "لم أستطع التغلب عليهم جميعًا. لقد كانوا أكثر عددًا مما توقعت، لكني تمكنت من الفرار."

"لا عليك،" أجاب روزوال بهدوء. "هزيمة عبدة الساحرة تتطلب أكثر من القوة. إنها تتطلب حلفاء."

"حلفاء؟" سأل أستولفو وهو يرفع حاجبيه.

"نعم. الحكيم شاولر، وربما الفارس المقدس. قد يكونون على استعداد لمساعدتنا."

تنهد أستولفو. "لنناقش ذلك لاحقًا. أنا منهك تمامًا."

اتجه الفارس إلى الحمام ليضمد جراحه، لكن في عجلة منه، نسي أن يأخذ ملابسه. بعد لحظات، تردد صوته في القصر: "فريدريكاااا! أريد ملابسي!"

فريدريكا، الخادمة ذات الأصول الوحشية التي تعمل في القصر، سمعت النداء. كانت قد تعرفت بالفعل على ريم ورام. نظرت إلى ريم وقالت لها: "اذهبي إلى الحمام وأعطي هذه الملابس للسيد أستولفو."

بتردد، أخذت ريم الملابس وتوجهت نحو الحمام. طرقت الباب بخفة، ففُتح قليلاً بما يكفي لتمرير الملابس دون أن يرى من بالداخل.

عندما خرج أستولفو، تفاجأ برؤية الفتاة ذات الشعر الأزرق تقف في الردهة.

"هل أنتِ من أحضر ثيابي؟" سأل متفاجئًا.

أومأت ريم برأسها بصمت.

"شكرًا لكِ،" قال بابتسامة دافئة. "ما هو اسمكِ أيتها الجميلة؟"

"ريم... وأختي اسمها رام."

"ريم... اسم جميل لفتاة جميلة. أنا أستولفو."

امتلأت عينا ريم بالدموع فجأة. "سيد أستولفو... أنا مدينة لك بكل شيء. لقد أنقذت حياتنا."

تلاشت ابتسامة أستولفو وتحولت إلى نظرة حنونة. تقدم خطوة إلى الأمام واحتضن الفتاة الصغيرة بلطف. "لا عليكِ،" همس. "هذا واجبي كفارس."

أستولفو وريم

مرت عدة أيام من الهدوء الحذر في القصر. قام روزوال بتعزيز الحماية السحرية حول المكان، بينما كانت ريم ورام تتعافيان. خلال هذه الفترة، أدركت الأختان أن بقاء رام على قيد الحياة يعتمد كليًا على وجودها بالقرب من روزوال، الذي يمدها بالمانا لتعويض قرنها المفقود. شعرتا بدين كبير تجاه منقذيهما، وقررتا أنهما يجب أن تردا الجميل.

في صباح أحد الأيام، أثناء تناول الإفطار، وقفت رام وتحدثت بجدية نيابة عن أختها.

"شكرًا لإنقاذنا. لرد هذا الجميل، نطلب منكما السماح لنا بالعمل كخادمتين في هذا القصر."

ابتسم أستولفو ابتسامة عريضة. "ستكونان أكثر من ذلك بكثير."

نظرت ريم ورام إليه في حيرة.

أوضح أستولفو: "سنقوم بتدريبكما لتكونا أقوى. لتكونا قادرتين على الدفاع عن نفسيكما في المرة القادمة التي تقعان فيها في مأزق."

أضاف روزوال وهو يرتشف من كوبه: "سأتكفل أنا بتدريب رام. سأعلمها بعضًا من سحر الرياح لتعزيز قدراتها."

نظر أستولفو إلى ريم بعينين متلألئتين. "هذا جيد. وأنا سآخذ صغيرتي ريم. سأدربها على التحكم في قوة قرنها الكامنة، وستتعلم أساليب قتالية متعددة."

نظرت الأختان إلى بعضهما البعض، وفي عينيهما مزيج من الخوف والأمل. لقد كانت هذه بداية جديدة، بداية لم تكن لتتخيلها أبدًا.

https://t.me/Anime_Arab1c
اعلان بانر اصلي 2:2

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تجمع نجوم حلوين العراق 🔥❤️

تعلم بايثون من الصفر حتى الاحتراف🔥😍

تعلم Godot من الصفر في صفحة واحدة🔥😍