الفصل الثاني: أصداء القوة الخفية

الفصل الثاني: أصداء القوة الخفية

في صباح اليوم التالي، انقسم الفريق. أخذ روزوال رام إلى ساحة التدريب الخلفية، بينما اصطحب أستولفو ريم إلى فناء القصر الأمامي، حيث عرض أمامها ترسانة من الأسلحة المتنوعة. لم تتردد ريم طويلًا، فقد وقعت عيناها على كرة حديدية مدببة، شعرت بانجذاب غريب نحوها فاختارتها لتكون سلاحها.

ابتسم أستولفو لاختيارها، ثم بدأ يشرح لها نظريًا كيفية استخدام هذا السلاح الفريد، موضحًا نقاط القوة والضعف فيه. بعد ساعة من الشرح المكثف، سلمها الكرة الحديدية لتجربتها عمليًا. كانت النتائج مذهلة؛ فقد أظهرت ريم دقة فطرية في إصابة الأهداف التي حددها لها أستولفو.

في هذه الأثناء، كان روزوال يعلم رام أساسيات سحر الرياح. أبدت رام ذكاءً حادًا وقدرة استثنائية على حفظ وفهم التعاويذ المعقدة بسرعة، مما أثار إعجاب روزوال العميق ببراعتها.

مرت عدة أيام من الهدوء والتدريبات المكثفة، وأصبحت الأختان أكثر تمرسًا في قدراتهما الجديدة. وفي صباح أحد الأيام، قرر أستولفو أن الوقت قد حان لمواجهة التحدي الأكبر: تعليم ريم كيفية السيطرة على قوة قرنها الشيطاني وتفعيله بإرادتها.

لهذا الغرض، بدأ أستولفو بمبارزة عنيفة معها، لم يكتفِ بإنهاكها جسديًا فحسب، بل استفزها فكريًا وعاطفيًا، في محاولة يائسة لإيقاظ القوة الكامنة بداخلها. ونجحت خطته، فجأة، توهج قرن ريم بضوء قرمزي مرعب، وانفجرت طاقتها. لكن ما حدث كان مدهشًا ومرعبًا في آن واحد؛ فقدت ريم السيطرة على نفسها تمامًا، وتحولت إلى كتلة من الغضب تسعى فقط لتدمير أستولفو.

انهالت الضربات الوحشية من كرتها الحديدية عليه، وكان أستولفو يصدها بصعوبة متوسطة، مدركًا أنه أطلق وحشًا لا يمكن ترويضه بسهولة. فكر بسرعة في طريقة لإعادة قرنها إلى حالته الطبيعية دون أن يكسره. في لحظة خاطفة، ركض نحوها متفاديًا ضربة مميتة، وقفز في الهواء، ثم وجه ضربة دقيقة بقبضة يده إلى منتصف قرنها المتوهج. في نفس تلك اللحظة، اخترقت الكرة الحديدية دفاعه وأصابت ظهره بقوة.

أُغمي على ريم على الفور مع انطفاء نور قرنها، بينما سقط أستولفو على ركبتيه، والدماء تنزف من ظهره ويده التي ضرب بها القرن. وقف بصعوبة ونظر إليها ليتأكد من أنها بخير. قام بشفاء جروحه السطحية بسحره، لكن كف يده ظل ممزقًا، وملابسه ممزقة من أثر الضربة. حملها بهدوء وتسلل إلى القصر حتى لا يثير قلق أحد.

عندما فتح باب غرفتها، وجد فريدريكا تقف أمامه، ونظرة القلق على وجهها. "ماذا حصل؟" سألت فريدريكا بقلق. أجاب أستولفو بابتسامة متعبة: "كنا نتدرب، وخرجت الأمور عن السيطرة قليلًا، هه." "هل هي بخير؟" "نعم، بخير، لكنها متعبة... إذًا، ماذا تفعلين هنا؟" "أنظف الغرفة،" أجابت بهدوء. تمتم أستولفو: "ممم..."

في زاوية أخرى من القصر، كان تدريب رام مستمرًا. أظهرت براعة كبيرة في استخدام سحر الرياح، لكنها كانت تسقط مغشيًا عليها بعد فترة قصيرة بسبب نقص المانا الناتج عن قرنها المكسور. في كل مرة، كان روزوال يمدها بالمانا مباشرة عبر الفتحة الموجودة في رأسها، فتستعيد طاقتها وتواصل تدريبها.


عندما استيقظت ريم، وجدت أستولفو جالسًا على كرسي بجانب سريرها، يراقبها بصمت. "آه... ماذا حصل؟" سألت بصوت ضعيف. ابتسم أستولفو وقال: "لا شيء، فقط فقدتِ السيطرة قليلًا. هيا لنتناول الطعام." "حسنًا."

على مائدة الطعام، اجتمع الرباعي: روزوال، رام، ريم، وأستولفو. سأل روزوال: "كيف أبليتم اليوم؟" أجاب أستولفو: "بلاءً حسنًا." "جيد،" قال روزوال بنبرة جدية. "يجب أن نكون مستعدين، لأننا سنواجه عدوًا أقوى بكثير مما سبق في الأسابيع المقبلة." سألت ريم بدهشة: "كيف عرفت؟!" أجاب روزوال بهدوء: "مجلد الحكمة." قاطعتهم فريدريكا قائلة: "أوشك الطعام على النفاد. هلا ذهبت غدًا يا أستولفو وتبضعت كالمعتاد؟" أجاب أستولفو: "حسنًا، ولكن هذه المرة لن أذهب بمفردي. سآخذ ريم معي، وفي المرة القادمة ستذهب رام."

في صباح اليوم التالي، انطلق أستولفو وريم إلى القرية المجاورة. بينما كانا يسيران ويتحدثان، تمزق هدوء الصباح بصراخ مرعب. ارتفعت أجساد القرويين في الهواء فجأة، كما لو أن أيادي غير مرئية ترفعهم، ثم تحطمت أجسادهم بوحشية.

شعر أستولفو بوجود كيان خفي، فقام بسرعة بقذف حفنة من التراب في الهواء باستخدام سحره، كاشفًا عن مسار أذرع شبحية كانت تتجه مباشرة نحو ريم. لم يكن سيفه يفارقه أبدًا، وفي لمح البصر، استله وقطع تلك الأذرع المخفية.

وفجأة، دوى صوت مجنون يصرخ من بين ظلال الأشجار: "الحب! الحب! لقد أنقذت الفتاة!"

خرج من الظلام رجل غريب الأطوار... بيتلغيوس

ظهور بيتلغيوس

...يتبع

المشاركات الشائعة